Rachid Trainer Rachid Trainer
random

آخر المواضيع

random

الانزيمات وأهميتها لصحة الإنسان

الانزيمات وأهميتها لصحة الإنسان 

الكثير من ممارسي رياضة التدريب بالأثقال وكمال الأجسام يسمعون عن الفيتامينات والمعادن والهرمونات وعن العناصر الغذائية الرئيسية مثل الكربوهيدرات والبروتينات والدهنيات. ولكن هناك عنصر أخر مهم جداً يحتاجه الإنسان للحصول على الصحة المثالية لأنه يدخل تقريبا في جميع التفاعلات الكيميائية في الجسم ألا وهو الانزيم.
الانزيمات وأهميتها لصحة الإنسان

الإنزيم أنواعه ووظائفه:

الإنزيم هو جزيئات حيوية بروتينية يسرع التفاعل الكيميائي في الكائنات الحية وبدونه فإن التفاعلات تحدث ببطء شديد أو قد لا تحدث أبداً. وبهذا تصبح الحياة غير ممكنة وكل الخلايا تنتج انزيمات ولكنها ليست حية وتؤدي جزئيات الانزيم عملها عن طريق تعديل الجزئيات الأخرى، وتتحد الإنزيمات مع الجزئيات المعدلة لتكوين تركيب يحدث فيه التفاعل الكيميائي ثم ينفصل الإنزيم الذي لا يحدث له تغيير ناتج عن التفاعل. لهذا فالإنزيمات تؤدي دور المحفز ويمكن لجزء من إنزيم واحد أن يؤدي عمله كاملاً مليون مرة في الدقيقة ويحدث هذا التفاعل بوجود الإنزيم بسرعة تفوق سرعة حدوثه بدون الإنزيم بألاف أو حتى ملايين المرات.

يحتوي جسم الإنسان على ألاف أنواع الإنزيمات يؤدي كل نوع وظيفة واحدة محددة وبدونها لا يمكن لأي شخص أن يتنفس أو يرى أو يتحرك أو يهضم الطعام. كما أن عملية التركيب الضوئي في النبات تعتمد على عمل مثل هذه الإنزيمات يقوم كثير منها بتفكيك مواد معقدة إلى مواد أبسط وتقوم إنزيمات أخرى ببناء مركبات معقدة من أخرى بسيطة وتبقى معظم الإنزيمات في الخلايا التي تنتجها ولكن البعض منها تؤدي وظيفتها في أماكن أخرى، فعلى سبيل المثال يفرز البنكرياس إنزيم الليباز الذي ينتقل إلى الأمعاء الدقيقة حيث يقوم بتحليل الدهون.

أما بالنسبة لوظائف الإنزيمات فهي تساعد بصفة عملية في جميع وظائف الجسم. فالإنزيمات الهاضمة مثلاً تقوم بتكسير دقائق الطعام إلى وحدات صغيرة يمكن تخزينها في الكبد أو العضلات، وهذه الوحدات المحملة بالطاقة يمكن أن تتحول بمفعول إنزيمات أخرى ليستخدمها الجسم عند الضرورة ويتم تركيز الحديد في الدم بمفعول البعض منها وتوجد إنزيمات أخرى في الدم تساعده على التجلط لإيقاف النزيف. كما توجد إنزيمات متخصصة تحول حمض البوليك إلى البولينا وإنزيمات تنفسية تسهل إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون من الرئتين وتساعد الكليتين والكبد والرئتين والقولون والجلد في تخليص الجسم من النفايات والسموم. وتقوم كذلك بالاستفادة من العناصر الغذائية التي يحصل عليها الجسم في تكوين أنسجة جديدة بالعضلات والجهاز العصبي والعظم والجلد والغدد، وتحفز عملية أكسدة الجلوكوز التي تنتج الطاقة للخلايا كما تحمي الإنزيمات الدم من تأثير النفايات الضارة بتحويل تلك المواد إلى أشكال يمكن أن يتخلص منها الجسم بسهولة.

ويتم تقسيم الإنزيمات إلى مجموعتين أولاً إنزيمات هضمية تقوم بتكسير الأطعمة وتحليلها مما يمكن العناصر الغذائية من الامتصاص إلى مجرى الدم. وتوجد ثلاثة أقسام رئيسية من الإنزيمات الهاضمة وهي (الأميلازالبروتياز الليباز) انزيم الأميلاز يوجد في اللعاب وفي العصارتين البنكرياسية والمعوية ويقوم بتحليل الكربوهيدرات وتقوم الأنواع المختلفة من الأميلاز بتحليل أنواع خاصة من السكريات، فمثلاً اللكتاز يحلل سكر اللبن اللاكتوز والملتاز يحلل سكر الشعير المالتوز والسكراز يحلل سكر القصب والبنجر السكروز وأما البروتينات التي توجد في العصارة المعدية وفي العصارتين البنكرياسية والمعوية فتساعد على هضم البروتين. أما إنزيم الليباز الذي يوجد في العصارتين المعدية والبنكرياسية كما يوجد في الدهون الغذائية فيساعد على هضم الدهون. 

ثانياً الإنزيمات الأيضية فهي التي تحفز مختلف التفاعلات الكيميائية داخل الخلايا مثل إنتاج الطاقة والتخلص من السموم. وكل أعضاء وأنسجة وخلايا الجسم تؤثر عليها الإنزيمات الأيضية وهي بمثابة عمال بناء يبنون الجسم من البروتينات والكربوهيدرات والدهون. وتوجد الأنزيمات الأيضية في الدم وفي جميع أعضاء الجسم وأنسجته وتقوم بمهمتها المتخصصة وكل نسيج في الجسم لديه مجموعته المتخصصة من الإنزيمات الأيضية. يوجد أنزيمان مهمان من الأنزيمات الأيضية هما السوبر أكسيد ديسميوتاز يعمل كمضاد الأكسدة وشريكه الكاتالاز يقوم بتحليل بيروكسيد الهيدروجين والذي هو من النفايات الأيضية ويطلق منه الأكسجين ليستخدمه الجسم.

مصادر الانزيمات الطبيعية:

يستطيع الجسم أن يصنع ما يحتاجه من الإنزيمات ويستطيع كذلك الحصول عليها من الطعام. ولكن لسوء الحظ فإن الأنزيمات في الطعام حساسة جداً للحرارة فحتى درجات الحرارة المنخفضة مثل 47 مئوية تدمر أغلب الانزيمات في الطعام. ولكي نحصل على الإنزيمات من الطعام يجب تناول الأطعمة النيئة حيث إن تناول الأطعمة النيئة أو تناول مكملات الإنزيمات كبديل لها يساعد على منع استنزاف إنزيمات الجسم وبالتالي تقلل الضغوط التي يتعرض لها الجسم. إن المصادر النباتية والحيوانية غنية جداً بالإنزيمات فالأفوكادو والبابايا والأناناس والمانجو والموز كلها غنية بالإنزيمات والنباتات حديثة النبات أو التبرعم تعتبر أغنى المصادر بالإنزيمات.

والإنزيمان المستخرجان من الأناناس والبابايا وهما البروميلين والبابين أعلى الترتيب من الإنزيمات المحللة للبروتينات ويوجد مستحضرات مقننة لهذين الإنزيمين. وإذا نظرنا إلى الدهون لوجدنا أنها تحتوي على إنزيم الليباز الذي يحلل الدهون، وفي الواقع أن دهون الطعام التي تتعرض فقط لإنزيم الليباز البنكرياسي الذي ينتج في الجسم في الأمعاء بالتحديد لا تهضم بنفس كفاءة هضم الدهون التي بدأ هضمها في المعدة بتأثير الليباز الموجود في الطعام. يقوم إنزيم الليباز البنكرياسي بهضم الدهون في وسط قلوي في الأمعاء بينما إنزيم الليباز الموجود في الطعام يعمل في وسط أكثر حمضية مثل المعدة. يوجد إنزيم سوبر أكسيد ديسميوتاز بصورة طبيعية في عديد من مصادر الطعام مثل نبات الشعير ونبات القمح والكرنب والبروكلي ومعظم الخضروات.

كما هو معروف أننا نعيش فترة المأكولات التي تفتقد طاقة الحياة فإن لم تدعم جسمك بالطاقة الحية فإنه سيستنفذها من داخله مما يضعف مناعته الداخلية. لذا ينبغي إدراك أنه ليس المهم ماذا تأكل ولكن المهم ما الذي تهضمه وتستفيد منه. فالإنزيمات الطبيعية الموجودة في الخضار مسؤولة عن 75 بالمئة من عملية هضم الأطعمة في الأمعاء مما يوفر كثيراً من الجهد والطاقة على أمعاء الإنسان. لهذا نتساءل لماذا يبلغ وزن بنكرياس الإنسان ضعف وزن بنكرياس الثور أو الحصان بالرغم من الفارق العكسي في وزن الأجسام، والجواب هنا لأن على بنكرياس الإنسان أن يضاعف حجمه وجهده لتعويض نقص الانزيمات في الأطعمة المطبوخة التي يتناولها يومياً.

كما توجد أدلة واضحة على أن الأمعاء تفرز كميات أكبر من الانزيمات لهضم الأطعمة المطبوخة عن تلك التي تفرزها لهضم الخضار الطازجة والفواكه. لذا فإن تناول الأغذية الخضراء الطازجة يساعد الجسم في إتمام عملياته الحيوية بشكل أكثر راحة وسهولة. والانزيمات فهي تكون مركزة إلى درجة كبيرة بحيث تفيد عمليات الأيض أي الميتابوليزم في الجسم بصورة واضحة.

أنواع مكملات الإنزيمات:

كما هو معروف فأغلب مكملات الإنزيمات المتوفرة تجارياً هي انزيمات هضمية تم استخلاصها من مصادر طبيعية مختلفة حيث لم يتمكن العلماء من تشييد الإنزيمات صناعياً. إن أغلب مكملات الإنزيمات قد تم تصنيعها من الإنزيمات الحيوانية مثل البنكرياتين والببسين التي تساعد على هضم الطعام بمجرد وصوله إلى الجزء السفلي من المعدة ثم القناة المعوية. وبعض الشركات تنتج المكملات من الإنزيمات المستخرجة من فطر الأسبرجيلس وهذه الإنزيمات تبدأ مفعولها الهاضم في الجزء العلوي من المعدة وجميع هذه المستحضرات تستخدم للمساعدة على هضم الأطعمة وامتصاص العناصر الغذائية وبالأخص البروتينات. سنذكر بعض الانزيمات المحللة للبروتينات المتوفرة في شكل مكملات غذائية منها الببسين والتريبسين والرينين والبنكرياتين والكيموتريبسين.

بالإضافة إلى مساعدة تلك الإنزيمات على عملية الهضم فإنها ذات فائدة كبيرة كعوامل مضادة للالتهاب. وإنزيم البنكرياتين المشتق من إفرازات البنكرياس الحيواني قد صار حقلاً لأبحاث السرطان. إذ ثبت أن مرضى السرطان يعانون غالباً نقصاً في هذا الإنزيم. ويستخدم البنكرياتين في علاج القصور البنكرياسي والتليف الكيسي ومشكلات الهضم وحالات الحساسية من الأطعمة واضطرابات المناعة الذاتية وحالات العدوى الفيروسية والإصابات الرياضية. كما توجد الانزيمات المضادة للأكسدة مثل السوبر أكسيد ديسميوتاز والكاتالاز في صورة مكملات. تتوافر مكملات الإنزيمات في الأسواق العالمية بدون وصفة طبية في صورة أقراص أو كبسولات أو مساحيق أو سوائل وقد تباع في أشكال مختلفة أو كل على حدة.

لكي نحصل على أعلى فائدة فيجب أن يحتوي أي مكمل إنزيمي على الأميلاز والبروتياز والليباز ويجب تناول الإنزيمات الهاضمة بعد الوجبات مباشرة ما لم تكن تتناول أطعمة مجهزة أو مطهية. ففي هذه الحالة يستحب تناول الانزيمات أثناء الوجبة ويجب التأكد عند تناولك مكملات السوبر أكسيد ديسميوتاز أن يكون هذا المكمل مغلفاً ضد أحماض المعدة وألا يذوب إلا في الأمعاء. وكلما تقدم الإنسان في السن فإن قدرة الجسم على إنتاج الإنزيمات في الوقت الذي يزيد فيه ضعف امتصاص العناصر الغذائية ويزيد تهدم الأنسجة وتزداد الحالات الصحية المزمنة فإن تناول مكملات الانزيمات يساعد على تأمين الحصول على القيمة الغذائية الكاملة من الأطعمة ويجزم خبراء التغذية أن مكملات الانزيمات تكون حيوية لكبار السن.

أما مكملات الإنزيمات التي ينصح بتناولها وهي التالية:
1) مستحضر Infla-Zyme Forte وهذا المستحضر عبارة عن تركيبة من الأنزيمات ومضادات الأكسدة وتشمل مكوناته. الأميلاز والبروميلين والكاتالاز والكيموتريبسين والسيستين والليباز والبنكرياتين والبابين والروتين وسوبر أكسيد ديسميوتاز والتريبسين والزنك وإذا كان الغرض من استخدام هذا المستحضر كهاضم فإن الجرعة الموصي بها هي قرص إلى 3 أقراص يومياً بعد كل وجبة. أما إذا استخدم في أغراض أخرى كعلاج الالتهابات الحادة أو المزمنة فيؤخذ 3 إلى 6 أقراص قبل كل وجبة بساعة. إن هذا المستحضر يمكن تناوله كذلك للمرضى الموضوعين على نظام غذائي قليل الصوديوم.

2) مستحضر Wobenzym N يتكون هذا المستحضر من البروميلين والكيموتريبسين والبنكرياتين والبابين والروتوسيد والتريبسين.
3) هناك مستحضرات جيدة مشتقة من فطر الأسبرجيلس تحتوي على الأميلاز والسليولاز واللكتاز والليباز والبروتياز والسكراز وأفضل طريقة لحفظ مكملات الإنزيمات هي حفظها في مكان بارد للمحافظة على فعاليتها فيمكن حفظ الأقراص والسوائل في الثلاجة. أما الكبسولات والمساحيق فلا تحفظ بالثلاجة لكيلا تتعرض إلى الرطوبة التي تفسد فعاليتها لهذا يجب حفظها في مكان بارد وجاف.

اقرأ أيضاً:

التعليقات



إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

Rachid Trainer

2022